حق اللجوء الإنساني
كنت أتجول بأحد الأسواق التجارية, وخلال تلك الجولة استوقفني شخص تظهر عليه علامات المرض والإرهاق والجوع وطلب مني أن أعطيه مبلغاً من المال مساعدة ليتمكن من شراء طعام. أخبرني بأنه لم يأكل منذ أيام فنظرت إليه بتمعن أكثر لثواني معدودة فظن بأنني أشكك في كلامه ثم قال لي لعلك لم تصدق كلامي فنظراتك توحي بذلك ولكي تتأكد بأني لا أخدعك اشتري لي بنفسك سندوتش أو حتى خبز ناشف من الفرن وسأقوم بأكله أمامك فأقسم أني جائع وأتضور من الجوع حتى أنني أظن بأنه سيغمى علي وسأقع بين قدميك, فأخذت له بعض الطعام وجلست إلى جواره للتحدث معه وأثناء الحديث أخبرني بأنه أحد المرحلين من السعودية ووصف لي مقدار المعاناة التي واجهها والمرحلون معه فسألته ماذا فعلت أنت وزملائك بالمبالغ التي حصلتم عليها كدعم من الحكومة بعد أن استقطعتها من مرتبات الموظفين؟؟؟ فضحك بسخرية ثم قال وماذا فعلت أنت وزملائك وجميع المواطنين الشرفاء الكادحين المكدرين بالمبالغ التي حصلتم عليها كدعم من الحكومة التي قدمتها الدول المانحة لتعزيز الاقتصاد ومواجهة الأزمة الراهنة؟؟؟ فقلت له لم نحصل على شيء وتدهور كل شيء!! فرد علي قائلاً الحكومة التي دعمتكم هي نفسها الحكومة التي دعمتنا وكما أننا مغتربين ومرحلين من السعودية إلى اليمن فأنتم أيضاً مغتربين ومرحلين داخل الوطن ومصيبتنا هي واحدة, ثم قال لي هل تعرف من بإمكانه مساعدتي بمنحي بطاقة لجوء إنساني وسأعتبره معروف لن أنساه لك ما حييت. فاستغربت من طلبه وقلت له هذا ليس طلب منطقي فكيف تطلب منحك بطاقة اللجوء في اليمن وأنت يمني فاخرج جوازه اليمني وقال لا تستغرب من طلبي فربما أجد في تلك البطاقة الكرامة الإنسانية التي لم أجدها في هذا الجواز الذي بيدي فاللاجئ الصومالي في اليمن قد يجد الدعم بينما اللاجئ اليمني في اليمن لا يجد أي دعم فقط من أجل أن يعيش بكرامة.!!!!!!!!
