اخباراليمن

اخبار الرياضة

علوم و تكنولوجيا

بيان منظمة شباب الوحدة إلى ابناء الامة في اليمن










الحرية نيوز ــ خاص 

هدم المستعمرون الأوربيون دولة الخلافة الإسلامية، وقسًموا المسلمين وبلاد 
الإسلام إلى ما يربو عن خمسين دويلة على أسس وطنية وقومية، وبعد أن أصبحت 

أميركا هي الدولة الأولى في العالم، حلت في المنطقة وريثة لبريطانيا وفرنسا 

بأسلوب الاستعمار غير المباشر، وبعد سقوط الايدولوجيا الشيوعية ونظامها 

الاشتراكي تفردت أميركا في الموقف الدولي. وتحت تأثير هاجس خوف أميركا والغرب 

الكافرين من خطر الإسلام، وتطلع المسلمين لاتخاذه أساساً لنهضتهم وقيادة فكرية 

خلاقة دافعة لهم لاستئناف حياة إسلامية، وتحرير أمتهم بل والبشرية كلها من كافة 

أشكال الاستعمار الغربي، عملت أميركا بدهاء ومكر لاحتلال جزء حيوي من منطقة 

العالم الإسلامي (العراق والخليج العربي) عسكرياً مطلع التسعينات بذريعة تحرير 

الكويت من نظام صدام _الذي صورته وحشاً ودفعته لدخول الكويت_ فاحتلت الكويت 

بل احتلت منطقة الخليج والعراق عسكرياً، مستعرضة قواها على العالم ومنه بلاد 

المسلمين بخاصة تحت غطاء ما يسمى الشرعية الدولية. ومن أجل تحقيق سيطرتها 

على العالم وبناء إمبراطورية عالمية، جاءت بمشروعها الاستعماري (الشرق الأوسط 

الكبير)، والذي سبقت الإعلان عنه في سنة 2004م بإسقاط نظام صدام عسكرياً 

سنة 2003م، وفككته وشعبه المسلم بزراعة العصبيات المذهبية والقومية وتغذيتها، 

والتهيئة لإقرارها بوضع مادة في الدستور العراقي لاعتبار العراق جمهورية فدرالية 

(خطوة نحو التقسيم) ترتبط باتحاد وعاصمة اتحادية فقط وهو شكل خادع ومضلل عن 

الوحدة الحقيقية التي يفرضها الإسلام. وكانت تريد اتخاذ العراق أنموذجاً لما تريده 

للمنطقة كلها. إلا أن نزفها الاقتصادي والعسكري نتيجة لمقاومة الأمة في العراق 

وأفغانستان، قد أجبرها على استبدال إستراتيجية الفوضى الخلاقة بإستراتيجية 

إسقاط الحكام والدول بالقوة العسكرية _التي أعلنتها (كوندليزا رايس) عام 2006م من 

لبنان_ وتعتمد هذه الإستراتيجية كأسلوب لخلق دول فاشلة، على اختراق الشعوب 

واستقطاب فئات وجماعات وأحزاب منها وتسخيرها لإحداث الفوضى والتدمير وتفكيك 

النسيج الثقافي والاجتماعي؛ تمهيداً لتغيير خارطة سايكس/بيكو والخرائط الأخرى 

للمنطقة، وصناعة شرق أوسط جديد، تصبح فيه دول المنطقة ومنها اليمن، دويلات 

أوهن بنيانا، وأشد فقراً وأضعف جنداً، وأعمق ذلاً وخضوعاً للغرب الكافر المستعمر. وما 

سبق يعني القضاء على الوجود المادي والحضاري للمسلمين بوصفهم أمة معينة، 

بتدمير عوامل نهضتهم ووحدتهم؛ لضمان أمن إسرائيل ودمجها في المنطقة من جهة، 

ولتركيز النفوذ الأميركي وسيطرته على المنطقة العربية _قلب العالم الإسلامي_ 

وشعبها المسلم، بوصفه نواة الأمة الإسلامية ومجال العمل للنهضة، واتخاذها منطلقا 

لتمزيق كل المحيط الإسلامي، وصولاً لتمزيق الصين وروسيا، وبناء إمبراطورية عالمية 

تحكم العالم أجمع لقرون قادمة. وفي الخلاصة فإن مخططها الاستعماري الشرق 

الأوسط الكبير، والذي صمم لإعادة تفتيت المنطقة وإعادة رسم خارطتها، يقوم على 
بعدين: الأول: تركيز العلمانية ونظامها الرأسمالي الديمقراطي بإلباسها ثوب الإسلام، 

وتمرير ذلك من خلال(الإسلاميين المعتدلين)بعد إيصالهم إلى الحكم لإعادة إنتاجها 

وتطبيقها باسم الإسلام. كما جرى في مصر وتونس وليبيا، في الوقت الذي يشوه فيه 
الإسلام ويتم تنفير الناس من حكمه. والثاني: إعادة تفتيت المنطقة ورسم خارطتها 

بالفدرلة لتحويلها إلى دويلات على أسس طائفية وإثنية، وهو ما تتكفل بتنفيذه إيران 

ودول الخليج وعلى رأسها السعودية، باللعب بالمذهبيين والطائفيين، ممن يتخذون 

المذهبية ديناً وهوية "سنة" كانوا أو"شيعة"! واستخدامهم وقوداً وضحايا لهذا المخطط 

الإجرامي، مستغلين غفلتهم عن كونهم مسلمين كما سماهم الله تعالى، في الوقت 

الذي ينبغي فيه أن يتحلوا بالوعي على كل من يريد أن يجعل منهم أعداء لبعضهم.


مخرجات الحوار الوطني:

وفيما يتعلق باليمن كجزء من بلاد الإسلام، فإن التربة كانت مهيأة لثورة الناس على
النظام كما هو شأن الناس في كل بلاد المسلمين، وقد تم اصطناع وشراء بعض 
الذمم
لتتصدر بجانب قيادات أخرى مخلصة وتم استغلال اندفاع الناس وحماسهم للثورة على
الأنظمة التي أهدرت كرامتهم، وأبعدتهم عن دينهم، وتركتهم يعيشون في أسوأ حال. 
إن
الخارج الذي دعم وأسند نظام علي صالح ثلاثة عقود من الزمن، ضحى برأس النظام 
بكل
سهولة إمعاناً في خداع الناس لتنفيذ أهدافه المرتبطة بمشروع الشرق الأوسط 
الكبير،
ولذلك خطط مسبقاً لتجيير غضب الناس وثورتهم من خلال دفع عملائه من قيادات 
أحزاب
المعارضة لتصبح القيادة الفاعلة لثورة الناس على النظام، ويشير إلى ذلك تضليل
الناس بجعل الشعارات العلمانية هي مطالب الناس، فغدا الثائرون يطالبون
بالديمقراطية والدولة المدنية. وأصبح استجداء التدخل الخارجي مطلباً محل مطلب

التحرر من الخارج والنظام المرتهن للخارج وأزلامه الذين أساءوا للوحدة ولأبناء
الأمة، وتناهبوا هم وشركات المستعمرين ثروة البلاد. وليتم بعدها توقيع المبادرة

الخليجية اسماً الأميركية فعلاً، ويأتي مؤتمر الحوار الوطني، برعاية أميركا
وأداتها الاستعمارية (الأمم المتحدة) وأمينها العام ومبعوثه إلى اليمن، والذي خطط
مع السفير الأميركي للحوار بعناية فائقة من حيث اختيار المتحاورين وتحديد مواضيع
الحوار وغايته بما يخدم أجندته في ضرب وحدة اليمن كجزء من بلاد الإسلام 
المستهدفة
بمخطط الشرق الأوسط الكبير.
وقد ظهرت هذه الحقيقة
بوضوح لكل من لديه مسحة عقل ودين ووعي فيما سمي وثيقة بن عمر كمخرج 
للحوار الوطني
_الذي جرى برعاية أميركية أوروبية وتمويل إقليمي_ والتي يجد المدقق فيها أنها كانت
تطبيقاً حرفياً للمشروع الأميركي (الشرق الأوسط الكبير). حيث يجد أن خلاصة ما 
تضمنته
هذه الوثيقة المؤامرة، ثلاثة أفكار رئيسة: أولها: ضرب وحدة البلاد وبذر بذور

الانفصال والتقسيم بإقرار الفدرلة. والتي هي في الحقيقة أسلوب أميركي للتقسيم
الناعم للبلاد. الثاني: جعل الديمقراطية وحقوق الإنسان كشعارات براقة، أساساً

لشرعية وبقاء الاتحاد بين الدويلات الفدرالية التي ستصنع على أنقاض اليمن وشعبه
وإسلامه، وهو ما يعني أن الفدرالية هي خيار أبناء الأمة الإسلامية في اليمن، رغم

أنها في الحقيقة لو أقرت ستكون التفافاً على إرادة الأمة وتزويراً لها بعد أن يتم
خداعها وتضليلها عن خطر وعدم مشروعية ما يسمى بالفدرالية من وجهة نظر شرعنا

الإسلامي الحنيف الذي يقر الوحدة بين المسلمين ولا يقر أشكال الاتحادات الأخرى
تعاهدية كانت أو فدرالية أو كنفدرالية. الثالث: وضع اليمن وأهلها ومقدراتها تحت

الوصاية الدولية بشكل أبدي.
دور هادي في تنفيذ

الأجندة الأميركية: أما ما لا يعلمه كثيرون، فهو أن مهمة الرئيس هادي فيما يتعلق
بالأجندة الأميركية لليمن، هي تسليم كل منطقة من اليمن لصنائع أميركا فيها، لرسم
ملامح الحدود الفدرالية للدويلات التي يراد إيجادها في اليمن. ومن المؤشرات على
إسناد هذا الدور لهادي، هو موقفه مما يجري في صعدة، والذي اقتصر دور الدولة فيها
ولا زال على إرسال الوسطاء والمراقبين لوقف إطلاق النار، وكأنه يلعب دور الأمين
العام للأمم المتحدة، أو يتعامل مع حرب في بلاد أخرى وليس في جزء من اليمن.
فما يجري من صراعات
وحروب في عمران وصعدة واغتيالات في البلاد وقتل على أساس طائفي أو مناطقي 
وزعزعة
الأمن و ضرب الاستقرار في كل ربوع البلاد، يندرج ضمن الأعمال التحضيرية 
والمقصودة
لتهيئة الرأي العام لتقبل الفدرلة من أجل تنفيذ المخطط الإجرامي الاستعماري
الأميركي لتقسيم اليمن والمنطقة. هذه هي الحقيقة وليس غير. ولو كان توجه هادي
حماية البلاد والحفاظ على وحدتها وقوتها، لجعل الإسلام وهو دين أبناء الأمة حكماً
في شؤون البلاد والعباد، ولأثار الرأي العام ضد الفتنة بين المسلمين حوثيين كانوا
أو سلفيين أو من أي مذهب إسلامي كانوا، ولكان ما يجري في عمران وصعدة 
الفرصة
الحقيقية لتدخل الجيش ونزع أسلحة الأطراف التي تدير الفتنة ووأدها وأخذ مواقع
الطرفين، وسيكون حينها الشعب بعامته جيشاً للدولة ضد الفئة الباغية والمتمنعة من
أطراف الفتنة سواء الحوثي أو السلفيين.
فهل يعي أبناء الإسلام
في اليمن خطورة المؤامرة ومكائد الكفار المستعمرين وعملائهم المحليين، فينبذون
الهويات الضيقة والمنحطة، _سواء المذهبية الطائفية أو المناطقية_ وكذا الروابط
القومية، ويتصدون لوثيقة الخيانة والمؤامرة فيسقطوا العلمانية ونظامها الرأسمالي
الديمقراطي الكافر وقيمها الفاسدة، ويلتفوا حول إسلامهم بوصفه: عقيدة توحيد 
تشكل
أساساً لنهضة الأمة، وحافظة لوحدتها، ورابطة تجمع، فيحقن المسلمون دماء بعضهم 
عند
تحكيمها والالتزام بأمر الله الذي أمر بوحدة المسلمين (واعتصموا بحبل الله جميعا
ولا تفرقوا).
والتفاف المسلمين حول
إسلامهم يعني كذلك أن يهبوا لاستئناف الحياة الإسلامية فيتحقق الإنقاذ والنهضة،
ويتنزل نصر الله، ونفوز برضوانه وتتحقق سعادة الدنيا والآخرة وكرامتهما، ونعود كما
شاء الله أن نكون أمة في دولة، ودولة من خير أمة أخرجت للناس. وتعود حينها بلاد
نجد والحجاز واليمن وكل الجزيرة ومصر والعراق والشام والمغرب وغيرها من بلاد
الإسلام لتشكيل كيان واحد، تحت راية واحدة، تحكم بشرع الله، وتحمل رسالة 
الإسلام
إلى العالم، وذلك كفيل بتوفيق الله بإعادة المسلمين إلى مكانتهم بين أمم الأرض،
متذوقين طعم العزة والمجد من جديد.(يا أيها الذين أمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا
دعاكم لما يحييكم، واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون. واتقوا
فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب) صدق الله
العظيم.



  صادر عن منظمة شباب الوحدة
  • بتاريخ / 22/يناير/2014م